جموع المصلين خلال تأديتهم صلاة الجمعة أمس في المسجد الحرام.
جموع المصلين خلال تأديتهم صلاة الجمعة أمس في المسجد الحرام.
-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة، المدينة المنورة) okaz_online@
أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة أنَّ مِنَ الحقائقِ الكُبْرى، التي لا تحجِبُها الأهْواءُ، ولا تغيِّرُها الآراءُ: أنَّ هذا العالَمَ عُلْويَّه وسُفليَّه، إنسَه وجنَّه، وجميعَ خَلْقِه، مفتقِرٌ إلى الله غايةَ الافتقارِ، مضطَرٌّ إليه أبلغَ الاضطرار، لا غِنى له عنه طَرْفةَ عينٍ، ولا قيامَ له من دونه، ولا حياةَ له أصلا؛ فإنَّه تعالى الحيُّ القيُّوم، الذي يقوم على خلقه بما يُصلِحُهم، فلا صلاحَ لهم من دونه أبدًا.

وأضاف أنَّ هذا الافتقار وإنْ تعدَّدت أنواعُه، واختلفت أحوالُه؛ فإنَّ هناك نوعًا هو أشرفُها وأكرمُها وأعلاها وأغلاها، وهو نوعٌ يتسامى عن زُخرف الحياة وملذَّاتها، إنَّه الافتقار إلى الله تعالى أنْ يغفر الذَّنوب، ويستر العيوب، ويطهِّر القلوبَ، ويأذنَ بالتَّوبة، ويفتح لها المغاليق، وكانَ السَّعيُ إلى هذا المطلبِ هو دَأْبَ المرسلين وهِجِّيراهم، الذي أقضَّ منهم المضاجِعَ، وأقامهم بين يَدَيْ ربِّهم، لا يَفْتَأونَ يسألونه تعالى المغفرةَ والرحمةَ، بقلوبٍ مُلْتَهِبة، وأنفسٍ مُبتَهِلةٍ، وأعينٍ خاشعة، حيث كان سيِّدُ الأوَّلين والآخرين محمدُ بنُ عبدِاللهِ، عليه صلواتُ اللهِ أرغبَ النَّاسِ إلى ربِّه، وأخوفَهم من مَقامه، وأشدَّهم رَهَبًا من غضبه وعقابه، وأليمِ عَذابِه، وقد ألهمه سبحانه الاستغفارَ والتوبةَ إليه، فكان ذلك يجري منه مجرى النَّفَس.


وفي المدينة المنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد بن حميد إن الله عز وجل أنزل القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعلمه فضل ما أنزل عليه، وأعلم خلقه في كتابه وعلى لسان رسوله، وإن القرآن عصمة لمن اعتصم به وهدى لمن اهتدى به وغنى لمن استغنى به وحرز من النار لمن اتبعه ونور لمن استنار به وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين.

وأضاف، فكل كلام ربنا حسن لمن تلاه ولمن استمع إليه وإنما هذا - والله أعلم صفة قوم إذا سمعوا القرآن أحسن ما يتقربون به إلى الله عز وجل مما دلهم عليه مولاهم الكريم يطلبون بذلك رضاه ويرجون رحمته.